الشهادة في ميزان الحق (انصار
المرجعية الحقة خير مثال )
هذا العنوان الروحي الذي يدل عليه موقف الشهيد الذي هو شاهد حياته حيث
يكون فيه هو المختار لموته و هذا بحد ذاته يجعل من الظالم فاقد الخيار في فرض نفسه
على الشهيد و ينفذ خيار الشهيد بالموت
هذا الموت هو مرحلة الانتقال لانه الروح السامية ستعرج الى ربها و ستعيش
بظلها في نفوس الامة ومن الادلة على محدودية الظالم و الطواغيت و قصر نظرهم , انهم
يظنون ان افناء الاحرار من الحياة الدنيا او يغيبهم من مسرح الحياة يكفي لان يسلم ملكهم
و سلطانهم هذه النظرة الضيقة التي تواكب عليها جميع الطواغيت
كذبها اؤلئك الاحياء في مسيرة التاريخ حيث ما امعن طاغية بالقتل و الجور
والظلم الا و كان هذا بداية نهايتهم
وينظر علماء الاجتماع في مسيرة التاريخ ان هناك احداث لها اثر بليغ في
رسم حياة الامم ومنها التضحية في سبيل سعادة الاخرين الذي من صوره التضحية بالنفس ليعبر
عنها بالشهادة حيث يقولون ان الاموات لهم اثر و حكم في قلوب الناس اكثر مما هم احياء
لان الشهادة تعني التحرر من سجن الانا الى واحة الجماعية و التعاون هذه التضحيات التي
تكون اثارها فاعلة لان مسيرة الدم لا يمكن تزييفها و لربما ياتي الكثير ممن يشكك في
دعوى اهل الاصلاح و الرساليين الا ان ساحة الشهادة تفضح زيف المتربصين و تسكت دعاوى
الكاذبين
و ان مسيرة العراق التاريخية بين الامم حافلة بصورالشهادة مما يجعل للعراق
محورية في ساحت الصراع و الواقع شاهد على محورية العراق فضلا عن الروايات التي تدل
و تؤكد متواترة على ان قطب الصراع بين الحق و الباطل يكون في العراق و منذ ملحمة كربلاء
التي ثار فيها الحسين (عليه السلام )من اجل الامة و لكي يحيا حياة الكرامة و بعزة الاسلام
هذه الثورة التي رسمت لنا طريق النجاة و انه لا حياة و لا انسانية اذا كانت الامة تقبل
بنظام يسوده الظلم و الفساد و الرذيلة
هذه الثورة التي احييت ضمير الكثير من الامة و التي بقت تهز عروش الظالمين
و تقض مضاجعهم و تنغص عليهم ترفهم و دعتهم فبقت صوت الحرية الصادح و مشعل الامة الثائرة
التي ترفض حياة الذل
و حيث مسيرة الحسين خالدة في نفوس الثائرين الاحرار فان هذه الكوكبة الطاهرة
من اخيار العراق نهلت من هذه الثورة الالهية المقدسة لتعطي عنوان النصرة الحقيقية للحق
و صاحبه
حيث يمثل المرجع و هذا واقعا لا دعوى منهج الامام و نائبه و ان مسيرة
المرجعية الرسالية المتمثلة بسماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الحسني
(دام ظله )التي تميزت بالمواقف الوطنية الثابتة على المبادئ و منهجيتها في رسم المنهج
الواضح في ابعادها العقائدية و الفكرية الاخلاقية و السياسية جعلت منها في ساحة المواجهة
مع قوى الظلام المتغطرسة و ابان الاحتلال الامريكي عاش العراق فراغا عقائديا و سياسيا
و غيره في جميع مجالات الحياة فكان الدور الايجابي الذي لعبته هذه المرجعية الرسالية
كان يعكر صفو الهمجية الامريكية التي لم يردعها رادع و عاش الكل في سباته فكان صوت
الحسين ( عليه السلام ) يعلو في نفوس الاباة و من ارض كربلاء و بعد ان اعتدت القوات
الامريكية و دنست الصحن الشريف و استشهد احد الموالين بعد ان واجههم بيده و حامى عن
الحسين بنفسه اردوه قتيلا كان صوت الحق الحسيني هو الوحيد المدوي فاغاض هذا الاباء
قوى الظلام من احتلال و اذنابه فجمهروا قوتهم و كادوا كيدهم و في ليلة ظلماء عاشتها
كربلاء اتجهت تلك المدرعات الى براني سماحة
السيد الحسني (دام ظله)
هناك وقفت تلك العصبة المؤمنة السائرة على خطى الحسين (عليه السلام )
في ليلة العشرون من شعبان في رفض الظلم و الفساد و الاحتلال و حياة الخضوع فكان لان
حالهم قول الحسين (عليه السلام ) نفوس ابية و انوف حمية و حجور طابت و طهرت هيهات على
ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام
ان القبح و الفساد و الالم و القتل و التخبط السياسي و الجوع و فقدان
الامن و الامان و كل اهات العراق و شعبه زرعها و عمل على بقائها سابقا ولا حقا الاحتلال
الامريكي البغيض ليعلوا في العراق الصوت السفياني و يتلون و يلون بزخرفة الدين الكاذب
ليدلس على الناس الصوت العلوي الوارث الشرعي للنهج المحمدي دين العدالة التامة و نهج
الهداية القويم
نعم الاباطال يموتون الا انهم يصنعون تاريخ و المسيرة مستمرة فوفاء لدماء
الشهداء ولكي نلحق بركبهم علينا ان نسيرعلى
النهج الذي اتبعوه فكانت فيه سعادة الدنيا بشرف الذكر و الاباء و تعبيد الطريق للامة
و الاخرة برضوان الرب الجبار و في ذكراهم المباركة نجدد الرفض للسياسات الفاسدة و المدمرة
و تسلط الجبابرة و سلب الحريات و انتهاك الكرامات خصوصا واولا في عراقنا الحبيب عراق
المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف ) محور دولة العدل الالهي التي تمثل سياسة الاسلام
العادلة ....
الاستاذ
رعد الخاقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق