الثلاثاء، 9 يوليو 2013

السيد الصرخي الحسني والمنظومة الاصلاحية



أيام الحميري
السيد الصرخي الحسني والمنظومة الاصلاحية أن من مقدمات الكون في مقام الاستحقاق الإلهي والفيض والنعم والفضل القدسي ، والإيمان بالله الواحد الأحد والانصياع لقانون العدل والإنصاف والتهذيب والارتقاء المقدس ، والاتقاء عن كل ما يمنع ويعرقل ويعدم الفيض الإلهي ويخرج الانسان من ذلك القانون المقدس ،وبهذا يكون الإنسان في مهب ريح حب الدنيا وطول الامل وفي قذارات الانحراف والمعاصي والقبائح والمحرمات الروحية ورذائل وحقائر الاخلاق وتحت سطوة وسلطة ابليس والدنيا والنفس والهوى فيكون كالدجال أو السفياني أو من اتباعهما أو واشياعهما أو الألعن والأخطر منهما . ولا ريب في ان الغاية من وضع النواميس والاديان ، وبعثة المصطفين من عظماء الانسان ،هو سَوقُ الناس من مراتع البهائم والشياطين وإيصالهم الى روضاتِ العِليين، ولا يتيسر ذلك الى بالتخلي عن ذمائم الأخلاق ورذائلها والتحلي بشرائف الصفات وفضائلها . ثم لا ريب في ان التزكية موقوفةٌ على معرفة مهلكات الصفات ومنجياتها والعلم بأسبابها ومعالجاتها. وإذا كانت الأخلاق بمعنى الملكات الحاصلة للنفس او بمعنى الأفعال التي تستحق المدح فإنها تعتمد على العقل والعلم من جهة وعلى التربية والتهذيب والمجاهدة من جهة . وفي هذا المجال اذكر بعض الموارد التي ذكرها السيد الصرخي دام ظله الشريف في كتابه المنهاج الواضح كتاب الطهارة القسم الثاني صفحة (72) المنجي السابع \'التخلي عن رذائل الأخلاق ومساوئ الأعمال والتحلي بفضائل الأخلاق ومحاسن الأعمال\' 1_قوله تعالى (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ). سورة آل عمران ، الآية رقم 30 وفيها إشارة إلى حضور الأعمال الصالحة العبادية والأخلاقية والاجتماعية ، وكذلك إلى حضور الأعمال السيئة فيصيب الإنسان الحسرة والندم ويتمنى لو كان قد عمل صالحاً فيكون زاداً له عند موته ولآخرته. 2_وقوله تبارك وتعالى((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)) سورة النساء آية/18 وفي هذه الآية إشارة الى التعجيل بالتوبة والابتعاد عن الأفعال والاقوال السيئة والانصاف بالتقوى فيكون نجاة له من العذاب الأليم. وفي كثير من موارد هذا الكتاب يوصينا السيد الصرخي الحسني دام ظله بتربية النفس على الطاعة والتقوى وتعميق الإيمان والتحلي بأخلاق المعصومين (عليهم السلام) والتخلي عن رذائل الاخلاق ومتابعة الهوى والشيطان ، والتنزه عن حب الدنيا والترفع عن عبادة الاصنام والأوثان من الرجال والأموال . فيقول ايضا ان الواجب الشرعي والعقلي يلزمك ان تكون اسوة بالمعصومين وقدوة للآخرين وقائداً صالحاً لنفسك وللخائفين والمستضعفين . ويحثنا على الاستعداد التام لكشف الشبهات والفتن وذلك بتحصين الفكر والنفس والروح بالتوكل والاخلاص لله تعالى والتضحية والإيثار من اجل الحق والنصرة له وبالعلم والتعلم الذي يقود الى الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق