الثلاثاء، 9 يوليو 2013

السيد الصرخي الحسني المثل الاعلى


image
أيام الحميري



أن تعامل الإنسان مع غيره في يوميات الحياة يقدم صورة لمضمونه الداخلي، ولون هذا التعامل الذي عُرِف باسم الاخلاق

كما هو ضرورةٌ حياتية  لازمة ،كان ضرورياً ايضاً ان يتسم بكل ما هو بانٍ وجميل ،ليتجه بالإنسان فردا وجماعةً نحو حياة إنسانية رفيعة متكاملة.

ولا بد لنا على هذه الارض من مثلٍ أعلى نتطلع إليه ونتلبس بمظاهره العظيمة.

وهذا المثل الأعلى إنما يتجلى بالقادة الإلهيين وحجج الله سبحانه على العالمين : محمد و آله الطاهرين الذين يمثلون المثل الاعلى المعصوم ، وجعل الله المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في مستوى (المثل الأعلى غير المعصوم).

ففي كتاب المنهاج الواضح /كتاب الاجتهاد والتقليد /للسيد الصرخي الحسني يذكر في هذا المجال :

اولا:- المثل الاعلى المعصوم:

ويتمثل بالنبي الأكرم (صلى الله عليه ,و آله وسلم)ولأئمة المعصومين (عليهم السلام).

وليعلم الانسان انه لا يستطيع الوصول إلى هذا المثل الاعلى المعصوم،ومثل هذا الاحساس يجب ان لا يسبب عنده الياس والعجز بل يجعل جهده وسعيه من أجل الاقتراب منه قدر الامكان , وقد أشار أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذا المعنى ،

_كما ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام):} ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وثبات{.

ومما يدل على جعل المعصوم مثلاً أعلى :

_عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال:} أأقنع من نفسي أن يُقال "هذا أمير المؤمنين" ولا أشاركهم في مكارة الدهر أو أكون أُسوة لهم في جُشوبة (أي خشونة) العيش ...الخ{

ثانياً:-المثل الأعلى غير المعصوم:-

ويفترض في هذا المثل الأعلى أن يكون بدرجات عالية من الكمال والصفاء الروحي من أجل أن يكون مؤثراً وجذاباً في الإنسان المقتدي به ، ويمكن القول إن الأفضل والأنسب جعل المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في هذا المستوى .

ومن هنا انتزعت فكرة ولاية الفقيه للحفاظ على المجتمعات والصفات الإنسانية والوصول بالناس إلى الكمالات والسعادة الدنيوية و الأخروية لأن الإنسان غالباً يجعل المجتهد الفقيه خاصة مرجع التقليد قدوةً وقائداً يقتدي به ويمتثل أوامره وهذا

ناتج من أمر الشارع المقدس وحثه على إتباع المجتهد والولي الفقيه و لإاقتداء به وجعله إماماً وقائداً للجميع واشترط فيه أن يكون متصفاً بالكمالات الروحية والمعنوية والأخلاقية من مخالفة الهوى وإطاعة أمر المولى ةغيرها،

وهذا معناه أن مبدأي الاجتهاد والتقليد ومبدأ الولاية العامة هي من الأساليب والطرق التي سنَها الشارع المقدس لتربية النفس والرقي فيها نحو التكامل المعنوي والأخلاقي إضافةً إلى تكامل وتكافل المجتمع ورُقيه. ومما دل على هذا المثل والقدوة غي المعصوم

_ما وردعن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال لمحمد بن ابي بكر:}...وأصلح رعيتك وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم وأقم وجهك وانصح للمرء المسلم إذا استشارك واجعل نفسك أسوةً لقريب المسلمين وبعيدهم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر{

.....................................................................

ولذلك نقول ان الامامة هي المثل الاعلى في منزلة الانبياء وأرث الاوصياء ومن تمسك بها فهي زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، وهي أُس الاسلام النامي وفرعه السامي، ..الامام يحل حلال الله ويحرم حرامه ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة.

الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق النور الساطع والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار ولجج البحار ، هي الماء العذب على الظَماء والدال على الهدى والمنجي من الردى ، هي السحاب الماطر والغيث الهاطل والشمس المضيئة والسماء الظليلة والأرض البسيطة والعين الغزيرة والغدير والروضة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق